اهلا

تحيّة وتقدير للرفيق محمد بركة
الجمعة, 14 تشرين ثاني/نوفمبر, 2025
يجري غدًا السبت انتخاب رئيس جديد للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، كما أعلنت لجنة سكرتيري مركبات لجنة المتابعة العليا ولجنة الانتخابات المخوّلتان من المجلس المركزي العام، بعد اجتماع عقدته اللجنتان وفحص جميع الاعتراضات والاستئنافات المقدَّمة وفق النظام الداخلي.
هنا يجب التوقف باهتمام وتقدير عند الدور القيادي المركزي، المسؤول والمجابِه معًا، الذي أدّاه بجدارة رئيس لجنة المتابعة المنتهية ولايته، الرفيق محمد بركة. فقد قاد اللجنة في ظروف شديدة التعقيد والحساسية، تكاد تكون غير مسبوقة، وعلى امتداد سنوات فترته أدرك وأتقن بكفاءة وحكمة وعقلانية كيف يحافظ على وحدة هذه الهيئة التمثيلية العليا للجماهير العربية الفلسطينية في هذه البلاد، في وطنها الذي لا وطن لها سواه.
ليس في هذا الإطار متّسع لاستعراض أحداث الفترة المُشار إليها ودور بركة الحاسم فيها، لكن يمكن ذكر قضيتين انحفرتا في الذهن العام، وهما من سياقين مختلفين ربما. الأولى هي فترة تفشي فيروس الكورونا، وهنا لعبت المتابعة دورًا لم يكن ممكنًا لغيرها ان يقوم به، لجسر الهوة الخطيرة الناجمة عن سياسة التمييز السلطوي المنهج، الذي انعكس في بنى تحتية سيئة، في الصحة والتعليم وغيرهما، صعّبت المواجهة مع هذا الوباء.
فتم مثلا وضع ورقة عمل شاملة حول التحديات التي تواجه المجتمع العربي خلال الاسابيع الاولى لانتشار وباء الكورونا في البلاد أكدت ان "التمييز التاريخي بالخدمات الحكومية وخصوصا خدمات الصحة يعرض العرب لعدوى الكورونا بنسب أعلى من باقي المجموعات السكانية". وضمن هذه الرؤية تم تحديد جملة المطالب والاحتياجات العينية في مختلف المجالات والتي شكّلت برنامج عمل للمجتمع العربي ومطالب من المؤسسة الرسمية. وعلى امتداد سنوات الوباء، تابعت اللجنة بقيادة بركة نشاطًا متفرعًا ودؤوبًا لمواجهة ظرف غير مسبوق وسط تمييز هدّد هذه المرة الصحة والسلامة مباشرة.
القضية الثانية، التي ما زالت جاثمة علينا، هي هذه الحرب الوحشية المتواصلة التي أصابت كوارثها وتبعاتها الجماهير العربية بشكل قاس ومباشر، تجلت بين ما تجلّت في الملاحقات الفاشية وفرض السلطات جوًا من التخويف والترهيب لدرجة محاولة كم الأفواه المطبق. وعلى الرغم من هذه الأجواء الظلامية الإرهابية، وفي تحدّ مباشر ومعلَن معها، قادت المتابعة برئاسةة محمد بركة نشاطات وتحركات نضالية متصاعدة، لم تخلُ من احتجاز واعتقال لرئيسها. وخطوة تلو خطوة، وبشكل تراكمي مثابر، تم كسر جانب واسع من هذا الطوق السلطوي القمعي.
ستكون هناك عودة مفصلة لمحطات عمل ونشاط ونضال المتابعة بقيادة بركة، الذي جمع بين الخبرة السياسية، والجرأة الكفاحية، والمسؤولية القيادية التي مزجت بين صلابة الموقف المبدئي ومرونة العمل الوحدوي في الحفاظ على وحدة قوية للمركبات السياسية على اختلافها، وسط محاولات سلطوية (وغيرها) لا تنتهي لضربها.
يكمل الرفيق محمد بركة هذه المسؤولية القيادية باقيًا في ساحة النضال السياسي والحراك الاجتماعي بخبرته وحكمته ومسؤوليته والتزامه العميق المتفاني لمجتمعه وشعبه ووطنه.
نتمنى النجاح لرئيس اللجنة القادم الذي يُنتخب غدًا، واستمرار التطوّر للمتابعة كمؤسسة تمثيلية نضالية ووطنيّة.