اهلا- بقلم يوسف مرزوق شوفاني سيناريوهات هوليوودية "البعض" عرضها وفصّلها وتباهى بها نظرياً ونفّذ منها اليسير، والبعض الآخر نفّذها فعلياً ومستمر في توسيعها ويتبكبك بأنه يريد أكثر. والقطيع السالك التابع لكل "بعض" تارة منتعش وتارة منكمش ويفتش عن كلمة هنا وهناك تلمح لنهاية المسلسل. الوصف الصحيح لهم هو أنهم قوادين حثالات أذلاء، أشبعوا الناس بطولات دونكيشوتية هوليوودية، قالوها وأجبروا الناس على تصديقها عندما كانوا يزعزعون الحيطان بخطابات نارية من تحت قاع الأرض بمونولوچات رنانة، لتأتي زعزعة البنايات وتدميرها مناقِضة كل حرف تفوهوا به من خلال الصوت والصورة التي يراها الجميع، وما زال البعض المعهتوه ينتظر النصر والانتصار القادم.
الأب أو الرجل والقيادي والقائد في مجتمعنا العربي ككل، بكافة طوائفه، هو رمز تم إقرار مركزه على أنه مصدر الأمن والأمان. هو السّنَد وهو الآمر الناهي وهو صاحب الإمتياز الذي يسمح له بأن يخطئ ولكن ممنوع معاتبته أو محاسبته لأن له الحق الحصري بأن يفعل ما يشاء ودون الحاجة إلى المشورة لأنها تنتهك "رجولته"! لا بأس، ولكن تحت هذه التعريفات تندرج أيضا ً واجبات عليه أن يؤديها لتكون مطابقة ومتماشية مع تعريف منصبه.
حينما تسقط حماية القِيَم التي تخضع لسيطرته وعليه ضمانها وتوفيرها، وأقلها هو الأمن والأمان، تنهار بشكل متتابع كل القِيَم وتنهار معها مسؤولية الواجبات ويصبح اللقب "زلمة البيت" أو "القيادي والقائد الأوحد والأعلى" فقط لحفظ مكانة في كتب ونصوص التاريخ والسرديات التي تصم الآذان لتغطي على الفشل.
نساء مشردة تهيم على وجهها مع اولادها وفتيات تنهمر الدموع من اعيهن وفتية شاحبو الوجوه، يترنحون بين مواقع الموت ويستجدون للحصول على فتات يسدون به رمقهم ويجدون قارورة ماء لا تكاد تشبع عصفورا عطشا وكأنها هبة سماوية لم تكن موجودة، وأعراض النساء تُنتهك حتى وصل بهن الحال للتسليم بأجسادهن للمعربدين البرابرة من أجل الحصول على أدنى مقومات الحياة، وانتظار رزم المساعدات المستوردة اصبحت مشاهد عادية كأنها من واقع القرن ال ٢١، وأنهار الدماء ورماد البنايات وغبار القذائف والصواريخ ورائحة الموت ومشاهد الرعب، كل هذا وأكثر، هو الانتصار بعيون "الرجال" القادة القياديين.
القادم هو ليس إلا لعنة ستنزل على الأمة وشعوبها، سبَّبَها هؤلاء الذين كان لزاما عليهم أن يحموا الناس منها!
ملزم أحدنا باتباع اسلوب كتابة مؤدب، لأن تبديله ليس الا انصياع لإرادة الحثالات والكاذبين والمنافقين والمغامرين الذي لم "يكونوا يعلموا"!!
والحالمون بالقادم، عليهم ان يستفيقوا من كيدهم ونقمتهم، ليس من باب الجبن والخوف من الصهيونية واتباعها، بل من ايمانهم هم انفسهم بخزعبلات اثبتت أنها تتداعى كالبنايات التي نراها تتطاير رمادا.