اهلا فما تظهره بعض الصور النادرة، بعد أن استهدفت حرب الإبادة عيون الصحافة بالقتل والتصفية، يؤكد أن ما يجري تنفيذه في شمال القطاع هو المحرقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث لا تكتفي عصابات الإرهاب الصهيوني بإلقاء القذائف الضخمة والبراميل المتفجرة الفتَّاكة على بيوت الصفيح المتآكلة في مخيم جباليا، بل وتشعل النيران في ركامها، بعد أن تقتل وتعتقل الشباب والرجال، وما تيسر لهم من الأطفال والنساء، وكي تذر الرماد في العيون التي ترفض رؤية الحقيقة، تجبر النساء على الرحيل نحو الجنوب، مُدَّعيةً فتح ممرات آمنه لهن، ليواجهن الموت بالعطش والجوع الناجم عن الحصار المطبق، إن لم تلاحقهن صليات رصاص الغزاة .
هذه الجريمة المعلنة على رؤوس الأشهاد، تجري على قدم وساق، ساعة بساعة، ويوم تلو الآخر، دون أن يحرك العالم ساكناً، وكأن نتنياهو اليائس من تحقيق نصره الدموي على أهل غزة ومقاومتهم، يعلن انتصاره على العالم، وما يعرف بمؤسساته الدولية وإرث القانون الدولي الذي يجري الفتك به في أزقة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا ومزارعها. هذا في وقت يبلع قادة ما يُسمى بالعالم الحر، وفي مقدمتهم بايدن وفريق أركانه، ألسنتهم ويواصلون مدّ الجريمة والمجرمين بوقود المحرقة، بينما نشهد صمتاً عربياً وإسلامياً بعد أن ألقى نتنياهو قنبلة دخان التعتيم على محرقته، بمحاولة دفع المنطقة إلى حرب شاملة مع إيران كي يضمن صمت وانحياز أنظمة المنطقة التي تتوهم الخطر عليها من إيران، وليس من التوسعية الصهيونية العنصرية، التي تخوض حرب السيطرة على مجمل المنطقة ومواردها الطبيعية.