اهلا-لبنان الكبير غزة-2 في لبنان… جهود دولية للتهدئة وتحضير إسرائيلي متسارع للاجتياح البري وفي اليوم الثالث للاجتياح الجوي الاسرائيلي شغّلت أميركا محركاتها الديبلوماسية من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل، بعدما أصبح لبنان غزة ثانية إثر الدمار والقتل المهول اللذين خلفتهما الغارات، التي لم تستثنِ أي منطقة في لبنان، حتى أنه وصل إلى طريق مار شربل في عنايا، وعمق كسروان الفتوح في المعيصرة، بينما أطلق “حزب الله” رسالة باليستية على ضواحي تل أبيب، تزامناً مع بدء فصائل المحور الايراني بتوجيه رسائل متفجرة نحو المستوطنات الاسرائيلية، انفجرت احداها في ايلات. وتبدو الاستهدافات الجوية لقرى جنوب لبنان كأنها تمهيد إسرائيلي لسيناريو عملية برية، سواء بغزو واسع أو محدود، أو إنزالات جوية، تعززت بإعلان الجيش الاسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل “مهام عملياتية” في الشمال. نتنياهو وقال في بيان: “نوجه ضربات إلى حزب الله في شكل لم يتصوره البتة. نقوم بذلك مستخدمين القوة الكاملة وبدهاء. إنني أعدكم بأمر واحد: لن نستريح حتى يعودوا إلى منازلهم”. هاليفي وأضاف: “اليوم سنواصل، لن نتوقف، سنواصل الهجوم ونواصل إيذاءهم في كل مكان. الهدف واضح جداً، وهو عودة سكان الشمال بأمان، وللقيام بذلك نجهز مسار المناورة، وهذا يعني أن ندخل بأقدامنا إلى أراضي العدو وإلى الأنفاق التي أعدها حزب الله التي يسعى الى استخدامها لمهاجمة مواطنينا. دخولنا إلى هناك بقوة ومواجهة عناصر حزب الله هناك ستكون مهمتكم، سيرون عندما يقابلونكم قوة قتالية محترفة وماهرة ولديها خبرة في القتال. لقد أثبتم أنكم أقوى بكثير منهم وأكثر خبرة… ستدخلون إلى هناك وتدمرون العدو وبنيته التحتية، هذه هي الأشياء التي ستسمح لنا بإعادة سكان الشمال بأمان لاحقاً».”. وأشار قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، أوري غوردين الى أن الحرب دخلت مرحلة أخرى، مضيفاً في زيارة للواء السابع أثناء تمرين على الحدود الشمالية: “لقد دخلنا مرحلة أخرى من الحملة. بدأت العملية بأضرار كبيرة جداً في قدرات حزب الله، وعلينا الآن أن نكون مستعدين جيداً وبقوة للدخول إلى المناورة والعمل”. صاروخ الحزب الباليستي الميدان ووثقت وزارة الصحة العامة، حتى بعد ظهر الأربعاء، مقتل 51 شخصاً في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان، قبل الاعلان عن انتشال 10 ضحايا وعشرات الجرحى جراء القصف العنيف الذي استهدف بلدة طير فلساي جنوب لبنان. وأوضحت الوزارة في حصيلة أولية أن “غارة العدو الاسرائيلي اليوم (امس) على بلدة المعيصرة في كسروان” التي تقع على بُعد نحو 30 كيلومتراً شمال بيروت أدت إلى “استشهاد 3 أشخاص وإصابة 9 بجروح”. وأعلنت في بيان آخر أن “غارة العدو الاسرائيلي اليوم (امس) على بلدة جون قضاء الشوف (جنوب بيروت) أدَّت في حصيلة أولية إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 7 بجروح”. وأدّت “غارات متتالية للعدو الاسرائيلي” على منطقة بعلبك – الهرمل إلى مقتل 7 أشخاص، كما أسفرت غارات في بلدات في جنوب لبنان عن مقتل 9 أشخاص، بحسب وزارة الصحة. في مدينة النبطية، تعرض مستشفى حكومي لأضرار بسبب غارة إسرائيلية، وفق محافظة النبطية هويدا الترك، التي قالت لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن “مستشفى نبيه بري الحكومي، وهو المستشفى الحكومي الوحيد في قضاء النبطية، تعرض لأضرار كبيرة نتيجة غارة في جواره”، فضلاً عن أضرار في مركز الدفاع المدني القريب. وأوضحت أن “بعض الغرف وأجزاء من المستشفى تعرضت لضرر، لكن لم يُصَب أحد بأذى”. وأعلن الجيش الاسرائيلي أمس أنه “شنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع” الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا. مبادرة أميركية وقالت المصادر إن المناقشات بخصوص المبادرة الجديدة بدأت بعد مكالمة هاتفية جرت يوم الاثنين الماضي بين مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر. وأوضح مسؤول أميركي وديبلوماسي أوروبي أن الولايات المتحدة ناقشت فكرة المبادرة مع فرنسا وإسرائيل ولبنان وعدة دول عربية أخرى على مدار اليومين الماضيين. وأكد مصدر أميركي “نحن نعمل مع عدة دول على بلورة اقتراح لحل ديبلوماسي بخصوص شمال إسرائيل.” وقال مسؤول إسرائيلي إن “نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة هذه المبادرة”. وأعلن مصدر مطلع بصورة مباشرة على الخطط لموقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي أن الهدف هو التوصل إلى وقف مؤقت للقتال من شأنه أن يتيح مساحة للمفاوضات بشأن اتفاق ديبلوماسي أوسع لمنع اتساع الحرب، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، وتوفير قوة دفع متجددة للتوصل الى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن. وتابع المصدر: “إذا رأت حماس أن حزب الله يمنح فرصة لحل ديبلوماسي، فإن ذلك قد يشجع يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على التحرك نحو التوصل إلى اتفاق.” وقال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون فينر، في فعالية لموقع “أكسيوس”، الثلاثاء، إن إدارة بايدن ترى أن هناك مساراً لوقف التصعيد في الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وأضاف فينر: “نحن نعمل على هذا الأمر فى الوقت الفعلي فى نيويورك وفى عواصم حول العالم”. ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، أن الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ستكون “حاسمة” للجهود الديبلوماسية الرامية إلى تجنب مزيد من التصعيد.
كان يفترض بالسيد حسن نصر الله أن يساند غزة، أن يخفف عنها الضغط فيجبر الوحش الاسرائيلي على التهدئة ووقف النار. لكن كنا بنكبة واحدة فصرنا بنكبتين، غزة ولبنان، مع تكرار صور الموت والنزوح والدمار العظيم… وعلى وقع هتاف “نصرك هز الدني” يمر اللبنانيون بأسوأ ظرف، مع أنهم شهدوا حروباً مهولة في مدى عقود قليلة، لكنهم هذه المرة، وهم في جهنم، بعد قحط سياسي أوصلتهم اليه “دويلة حزب الله” وأتباعه من أهل الذمة السياسية، يشعرون بأن لا حول لهم ولا قوة ولا أخ عربي يسندهم ولا “حنون” أجنبي يخفف عنهم أوجاعهم.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستستخدم “القوة الكاملة” ضد “حزب الله” حتى ضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم.
ودعا رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي قواته إلى الاستعداد لمقاتلة عناصر “حزب الله” وجهاً لوجه. وقال خلال زيارته القوات البرية التي تجري تدريبات مكثفة للعمل على الجبهة الشمالية: “يمكنكم الآن سماع الطائرات، نحن نهاجم طوال اليوم، ونتحضر لاحتمال دخولكم إلى لبنان لمواصلة إيذاء حزب الله، الذي وسع دائرة النار وسيتلقى لاحقاً رداً قوياً جداً يجب أن نستعد له جميعاً”.
وكان “حزب الله” أعلن عن إطلاق صاروخ باليستي من نوع “قادر-1” مستهدفاً مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب. وقال في بيان إنه “المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي”. فيما أعلن الجيش الاسرائيلي أنّ الدفاعات الجويّة اعترضت صاروخاً واحداً أُطلِق من لبنان باتجاه تل أبيب.
ووسّعت الطائرات الحربية الاسرائيلية غاراتها إلى مناطق تُستهدف للمرة الأولى في تاريخ الحروب بين لبنان وإسرائيل، بحيث قصفت بلدة المعيصرة في كسروان بجبل لبنان، وهي بلدة تسكنها غالبية شيعية، وسط محيط مسيحي، كما استهدفت الغارات بلدة جون في ساحل قضاء الشوف الجنوبي، ما أسفر عن سقوط 9 ضحايا و4 مصابين.
إلى ذلك، تعمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على إعداد مبادرة ديبلوماسية جديدة تهدف إلى “إيقاف مؤقت” للقتال في لبنان، واستئناف المفاوضات بشأن التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما ذكره مسؤولان أميركيان ومسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان.