
















اهلا
من يداوي جراحنا يا احفاد صلاح الدين , فالأنظار تتبعكم كما يتبع محبي الطبيعه الطيور المهاجرة , لا تنس
هل نسيتم?ام تناسيتم أصلكم يا احفاذ النسائم الجبلية , يا احفاذ القدس وسيرين....
نبكي ونتباكى, فقد كبر الصغار ومات اهل العقل الكبار ,والأسماء فقدت معانيها ..بعد أن فقدت تسميتها ...بعد أن فقدت الوردة عطرها... بعد ان فقدت المياه خريرها لا عين جالوت بقيت ولا عين صفورية...
كيف لنا أن لا نبكي على ذكر الأصالة؟
نذكرها و لا نعيشها ...نعرفها و لا نراها... نذكرها امام اذان لا تسمع غير القتل والدم.... أمام عيون ما عادت ترى غير جنازات القتلى ......يتباهون بعيون زرقاء أمريكية ....وأنامل فرنسية.....وقامة روسية ...وقصة شعر مارينزية...
هل نسينا تاريخ شعبنا ؟
ما لنا قد نسينا خارطة وطن رسمها اجدادنا الافاضل , اتجول بين بيسان والجاعونة وحطين , يااااه يا لها من سنين.. حزن , وحدة , نتسارع لزيارة شرم الشيخ وطابا وتل ابيب ولا نقدم ولو ساعة بالسنة من وقتنا لقرية مهجرة, نتفاخر ببطولات اجدادنا ونتفاخر باعراسنا والرقص على جراحنا....
ألا نحمل جنسيتنا في عروقنا ؟ أين كانت ولادتنا من سيشرح لنا ...من سيفهمنا...من سيحضننا
يحسبون أن الحياة لهو ولعب , فما اجمل نعمة النسيان ولكن ليس بنسيان المبادى والاوطان
أين هي ثمار المبادئ التي ربانا عليها اجدادنا , ترعرعنا من جذورها على تاريخ يحمل دم أجدادنا . أين هي العادات والتقاليد.... ضاعت بين موجات هوائية لا ترصد غير القنوات الفضائية والإعلانات اليومية والموبايل و الحاسوب.
ها هو امامي بالحولة اكبر المهرجانات ,حيث شاركت الطيور المهاجرة مع صغارها , ألقت القصائد والأشعار من صميم قلب حزين لمعاناة شعب ذاق الظلم سنين , بكت علينا الناس شفقة و رحمة , ونحن وبسخرية فظيعة اتبعنا منهج "لنعش يومنا وننسى الماضي"
بكت الطيور و بحسرة القلوب بعدما قام الجميع للرقص والغناء أشباعا لرغبات الطيور الصغار المهاجرة , ووقف الكبار من قريب يحبسون أنفاسهم و حسراتهم لتبكي القلوب بهدوء عميق ,وتذرف دما وحالها يقول " تمنوا الموت في أرضهم و لا تعش مهزلة الهجرة " فحالنا يقول "نحن شعب قد دفن في مقابر جماعية وأجيال ستدفن أحياء في أحضان أم عجمية"...