X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على الأطفال الأب الدكتور جورج خوري

admin - 2024-09-05 09:54:45
facebook_link

اهلا


الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على الأطفال
الأب الدكتور جورج خوري
يواجه الأطفال في منطقتنا خطر متزايد من التعرض لضائقة مزمنة وعدم استقرار متواصل ما لم يتدخل المجتمع الدولي بسرعة من خلال المطالبة بالوقف الفوري لآلة الحرب والعنف الشرس الدائر في منطقتنا خاصة وفي مناطق ودول اخرى.
تخلق الحرب والعنف حلقة مفرغة من الخلل الوظيفي في حياة الانسان، وهي فخ مُميت يؤثر في المقام الأول على صحة الاطفال النفسية والجسدية. إن صدمة الحرب، وخاصة تلك ذات الطبيعة المطولة، تحرم الأطفال من الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليه لمسيرة نموهم وتطورهم المعرفي، العاطفي والنفسي خاصة وقدرة التكيف والشفاء الذاتي عامة.
الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحرب ومناطق النزاعات المسلحة لا يعيشون حياة طبيعية. إنهم يشاهدون منازلهم تُهدم ويرون أفراد عائلاتهم وجيرانهم وأصدقائهم يتعرضون للإصابة أو القتل او النزوح عن بيوتهم او ترك اعمالهم . الاطفال ربما لا يملكون الكلمات للتعبير عما حدث او يحدث لهم، ولكن بمقدورهم أن يشاركوا مشاعرهم وما يجول من قلق وخوف لديهم من خلال سلوكيات مثل الانتقاد، الانغلاق او اضطراب في عادات الاكل او النوم. قد يتراجعون في السلوكيات المناسبة لعمرهم مثل التبول، وغالبا ما يواجهون صعوبة في المسيرة التربوية – التعليمية لمرحلة رياض الاطفال، ويصبحون غير قادرين على أداء أنشطة الحياة اليومية، و/أو يواجهون صعوبات سلوكية وأكاديمية وعلاقية ما بين شخصية للذين في المرحلة الابتدائية او الثانوية. وغالبا تكون لديهم جروح غير مرئية فيتعين علينا إتخاذ تدابير إستباقية لمنع حدوث أزمة نفسية أو اجتماعية.
لقد سمعنا وما زلنا نسمع عن اللاجئين والنازحين وصعوباتهم وتخبطاتهم وعدم استقرارهم وتوقهم للشعور بالاطمئنان والأمن ووضوح يوم الغد. فلم نتعلم من حروب منطقتنا ومآسي غيرنا لنتجنب الحرب ودمارها وخراب حياة الانسان. والآن، ولسوء الحظ ولاسباب سياسية واقليمية وربما دينية، تعيش بلادنا فترة ظالمة ومظلمة غير آمنة غيّرت الكثير من افكارنا وسببت لانقسامات جلية في المجتمع المحلي والدولي.، الآن غالبية الناس يعرفون دون شك ان لا أحد محصن ضد صدمات العنف المسلح على انواعه، محليا وإقليميا. فمن منطلق الألم وظلال الموت وعدم الاستقرار يجب على كل إنسان وخاصة اصحاب أخذ القرار، الاستثمار في كل ما يساعد الأنسان العيش حياة طبيعية دون تهديد النزاع المسلح ليستطيع شفاء ذاته خلال حياته اليومية وصعوباتها المقبولة عليه. ومن مسؤوليتنا الأخلاقية أن نرفض الكراهية وان ننشر روح الحوار وتَقَبُل الفوارق بروح انسانية، ويجب علينا التأثير على اصحاب القرارإطفاء هذه النار المشتعلة، وليس إطعامها بديماغوغية وعدم مسؤولية شخصية.
لا يمكن أبدًا التراجع عن الضرر الذي أحدثته الصدمات المرتبطة بالحرب. ومع ذلك، يمكننا أن نساعد في الحد من آثارها طويلة المدى، والتي يمكن أن تمتد لأجيال. وخاصة عندما نلتقي مع أنفسنا ونكتشف إنسانيتنا، فهذا يسمح لنا بالتواصل مع الأطفال الأبرياء وتذكيرهم بمرونتهم وجمالهم الإنساني. وفي مثل هذه الحالات يمكن للصدمة أن تصنعنا أو تكسرنا كأفراد وعائلات ومجتمعات.
ليس علينا أن نكون معالجين حتى نفهم بأن الاطفال بحاجة مستمرة إلى الشعور بالأمان لاستعادة صوتهم واستخلاص معنى من الألم الذي عانوا منه. يمكننا جميعا أن نساعد أطفال الحرب في بلادنا عندما نضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية، وعندما نعاملهم بتعاطف وتَقَبّل، ونوفر لهم خدمات وموارد متواضعة ثقافيا وتربوياً، ونُمَكّن وونُعَزز مقدمي الرعاية لهم، وخاصة الاخصائيين النفسيين، المستشارين التربويين والعمال الاجتماعيين . نحن نساعد أيضًا عندما نعتني بجروحنا كمحترفين ومهنيين في مجال الصحة العامة وخاصة النفسية والعقلية من خلال الرعاية الذاتية.
والأهم من ذلك، أن أولويتنا القصوى كمجتمع يجب أن تكون القضاء على مصادر الصدمة وتخفيف معاناة هؤلاء الأطفال. هذه الحرب ليست فقط قضية نفسية اجتماعية تتطلب حلولاً نفسية اجتماعية، بل سياسية أيضًا. لا يمكننا الاستمرار في وضع ضمادة على جرح ينزف. علينا أن نوقف مصدر النزيف. وستنتهي الحلقة المفرغة للحرب والعنف عندما تُحترم كرامة الإنسان وحقوق الإنسان.هذا الانسان الذي خُلِق على صورة الله ومثاله وبمحبته، مانحا إياه كرامة سماوية بشرية خاصة.
الحرب قبيحة. لا شيء جيد يخرج من الحرب أبداً. أعلى صوت تسمعه أثناء الحروب هو صوت القلوب المنكسرة. وأكثر صورة تشاهدها هي صور الموت والدمار والخراب.....
نرجو أن نسعى جاهدين من أجل العدالة والرحمة، وأن يكون لدينا الحس السليم لنتقدم سِناً ونتوقف عن قتال بعضنا البعض، من أجل أطفالنا والأجيال القادمة.



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو