
















اهلا- حسناء الحرفوش - بيروت إسرائيل: التوترات الداخلية أخطر من الحرب نفسها
مع تصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط، أجمع معظم التقارير الغربية على التحذير من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً. ومن ضمن القراءات، سلط تحليل الضوء على جبهة قد تثني إسرائيل عن التهديد: الجبهة الداخلية. ووفقاً لمقال في موقع “Fair Observer” الأميركي، “تواجه إسرائيل إلى جانب ضغط حماس والتوترات على الحدود، توترات داخلية كبيرة من أقصى اليمين. وتهدد هذه الأخيرة بزعزعة الاستقرار بشكل أكبر من حرب غزة حتى”.
“ومع دخول الحرب شهرها العاشر، تخطى عدد الضحايا الـ 39 ألفاً. وأدت التطورات الأخيرة إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد اغتيال إسرائيل لاثنين من كبار القادة: فؤاد شكر في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران. وقبل هذين الحدثين مباشرة، أسفر هجوم لا يمكن التغاضي عنه، في مرتفعات الجولان عن مقتل 12 طفلاً.
هذه الأحداث ليست مثيرة للقلق فحسب، بل تكاد تشعل حرباً أوسع نطاقاً في المنطقة. ومع ذلك، أعربت جميع الأطراف عن رغبتها في تجنب الحرب الشاملة. وعلى الرغم من ارتفاع التوترات والخوف من حرب تشمل حزب الله وإسرائيل وإيران (والتي قد تجر الولايات المتحدة ودول أخرى)، لا يمكن الجزم بأن الخطر وشيك. وقد تندرج هذه الأعمال الهجومية ضمن استراتيجية مدروسة لرسم الخطوط الحمر وإظهار القوة من دون إشعال الصراع الكامل.
ولعل القضية الأكبر التي تواجهها إسرائيل تتلخص في التوترات الداخلية المتنامية، خصوصاً في ظل الخلاف المتزايد بين اليمين المتطرف والعناصر الأكثر اعتدالاً في الحكومة. فقد أشعل اعتقال عشرة جنود إسرائيليين في 29 تموز الماضي بتهمة الاعتداء الجنسي على سجناء فلسطينيين احتجاجات كبيرة، أدت إلى تفاقم مخاوف الحكومة من انجرار إسرائيل إلى صراع داخلي يزعزع الاستقرار بصورة أكبر. ويربط البعض اغتيال هنية على سبيل المثال بالضغوط السياسية المحلية، وليس الضرورة العسكرية.
وشكل هنية شخصية محورية في الجهود الجارية للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة واغتياله كفيل بالنسبة الى حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإسكات صوت معتدل داخل حماس. وربما شعر نتنياهو بالحاجة الى ضرب إيران من أجل تهدئة اليمين المتطرف والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
وحالياً، هناك قلق من تصاعد الأحداث إلى صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، مع أن جميع الأطراف أعربت مراراً عن رغبتها في تجنب الحرب الشاملة. ويبدو، حسب المقال، أن كل جانب يتعامل بحذر مع الموقف، باستخدام الضربات المستهدفة وغيرها من تكتيكات العين بالعين لكن مع تجنب التصعيد.
وفي حين أن التهديدات الخارجية كبيرة، يشكل الخلاف المتزايد بين اليمين المتطرف والعناصر الأكثر اعتدالاً في الحكومة الاسرائيلية خطراً أكبر على استقرار إسرائيل على المدى البعيد وربما يهدد وجودها بحرب أهلية!
وتستمر الجهود الأميركية لتهدئة الوضع مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل للقاء قادتها بهدف الدفع نحو إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى”. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعرب سابقاً عن تفاؤله بالتوصل الى “وقف لإطلاق النار قريباً جداً لا بل أقرب من أي وقت مضى”.