
















اهلا "اعز مفقود واهون موجود"
انقذوا الينابيع من سطو المستوطنون
رياض هبرات-كفركنا
وتجمع حولها الطير والحيوان والشجر والبشر,ينصبون بيوتهم ويفترشون الأرض بالقرب من عيون الماء التي لا تتوانى عن ذرف دموعها لري العطشى الحاجين إليها من كل حدبٍ وصوب ,وفي حر الصحراء وقسوتها تأتي عيون الماء لتخفف من وطأة العطش وضنك الحياة ,ويمنحك الصوت المنادي من عيون الماء الشعور بعظمة الحياة التي لا استمرارية لها إلا بهذا الماء “فالماء أعز مفقود وأهون موجود” وهي بعض مظاهر الجنة “عيناً فيها تسمى سلسبيلا” ومن أعظم وأشهر عيون الماء على مر التاريخ هي “عين ماء زمزم” ومازالت تلك العين الأزلية لا تنضب تروي عطاش الرحمة الى ما شاء الله....
فسبحانك اللهم حيث شققت الصخر واخرجت منها الماء, .
وتعتبر المياه الجوفية جزءاً من دورة المياه على سطح الأرض إذ إنّ المياه الجوفية في العادة تحفظ في داخل التربة أو على في مستودعات صخرية موجودة في داخل الأرض تكون على شكل الكهوف فتعد جزءاً من مستودعات المياه داخل سطح الأرض, فالينابيع هي حالة طبيعية جيولوجية تحدث عندما تتدفق المياه من مستودعاتها من داخل الأرض إلى سطح الأرض ,ويحدث في العادة أنّ تنطلق الينابيع بشكل كبير جداً متدفقتاً من داخل الأرض .
وقد اشتهرت بلادنا بكثرة هذه الينابيع والعيون وتعتبر منطقة القدس من اشهر اغزر هذه العيون والينابيع فبها ينابيع عين لفتة وحيمد ,عين كارم ,عين الفارة,عين سلوان ,عيون ابو غوش,عين سلمان ودورا القرع ,والباذان وقطنة وبيت اكسا...وقد استولى الاحتلال على اكثر هذه المناطق ...
وتعتبر سلفيت بفلسطين جنة الله في أرضه..يحتضنها (99) ينبوعا يروينها بالحياة يقصدها المصطافون من شتى مناطق الضفة، يرخون العنان لأبصارهم فلا مكان للهموم في حضرة الجمال (سلفيت).
ولو عرجنا الى منطقة نابلس الجارة لوجدنا عيون ماء وينابيع كثيرة منها اربعه اساسيات "عين دفنة" الواقعة شرقيّ المدينة، وعلى عيون عسكر، بلاطة، وبئر يعقوب وعين العسل وكانت مياه هذه الينابيع تجري تحت الأرض وتخرج من 22 موقعًا مُشكّلةً منابع شبه مستقلة، ولكل نبع اسمٌ خاصٌ به.
ولا يزال معظمنا معظمنا يجهل عيون الماء في رام الله، فهنالك عين منجد ,عين الكرزم ,عين القصر ,عين البرج ...
وليس بعيدا عن بيت لحم حيث هنالك اربعة عيون رئيسية عين البلد في بتير, وعين جامع ,وعين حوسان وعين الهوية
وكيف لا ونحن عائدون الى الشمال مرورا بمدينة القمر اريحا حيث اها تشتهر بكثرة الينابيع الطبيعية التي كانت مصدر الماء الوحيد لسكان هذه المدينة، فقد تم وصل المساجد والحمامات بقنوات من هذه العيون لتزويدها بالماء بشكل تلقائي والسبب في كثرة الينابيع وقوعها على سفح "جبل الأربعين" الذي يعتبر خزاناً للمياه السطحية التي تزود هذه الينابيع على مدار العام ومن أهم هذه الينابيع "العين الكبيرة" أو "العين الرومانية" وتقع في جنوب مدينة "أريحا" عيون "أريحا" ...
اما عن سرقة العيون الفلسطينية فقد اصبحت ممارسات يومية للمستوطنين وسلطات الاحتلال، والتي تعكس عقيدة الفصل العنصري الإسرائيلية وتمنع السلطات دخول غير اليهود إلى تلك الينابيع المسلوبة، في وقت تنتشر حولها لافتات تتحدث عن الروحانيات و"المحبة" ففي هذه الينابيع الخاضعة لمنظومة الفصل العنصري، لن تحلو المياه المسروقة أبدا، ولا يملك الفلسطينيون، أصحاب هذه الأرض، إلا أن يرمقوا بكل أسى عبر نوافذ بيوتهم أراضيهم بما فيها من حقول زيتون مهملة، والتي حيل بينهم وبينها بعد أن أجبروا على التخلي عنها أمام الجشع الشره لسادة الأرض والينابيع الدافقة بالجوار، والتي سرقت منهم أيضا. ضاعت الحقول، وضاعت الينابيع، وضاعت العدالة، وكل ذلك بالطبع تحت حماية الدولة ومؤسساتها وبمباركتها. حيث يوجد اليوم في وسط الضفة الغربية أكثر من ستين نبعا استولى عليها المستوطنون كجزء من مشروع سلب ونهب بدأ قبل عشرة أعوام حيث يحال تماما بين الفلسطينيين وبين الاقتراب من الينابيع التي تقع أصلا في أراضيهم، أما الينابيع الأخرى التي يستهدفها المستوطنون فتمر بمراحل متباينة من عملية المصادرة.