اهلا-زياد عيتاني-بيروت الانزلاق رهن برد “الحزب” وتعامل إسرائيل معه
تعيش المنطقة بأسرها مخاوف حقيقية من احتمال اندلاع حرب شاملة بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي بعد عشرة أشهر من اشتعال جبهة “المشاغلة” التي تحولت إلى حرب إستنزاف، ضمن معادلة قائمة على تفوّق جوي واستخباراتي إسرائيلي من جهة، وقدرة صاروخية كبيرة للحزب واختراقات عسكرية نوعية باستخدام مسيّرات متقدمة من جهة أخرى.
ويشير المراقبون الى أن إنزلاق المواجهات بين الطرفين، يتوقف على حجم ونوعية رد “حزب الله” على إغتيال إسرائيل القيادي البارز فيه فؤاد شكر، وبالتالي كيفية تعاطي إسرائيل مع هذا الرد، الذي سيتحدد بحسب مدى النتائج والخسائر التي سيتسبب فيها.
فالأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله رسم معالم “مرحلة جديدة” دخلتها “جبهات الإسناد” لغزة، في ضوء تجاوز إسرائيل الخطوط الحمر، باغتيال قائده الكبير فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، متوعداً بردّ حتمي من إيران والحزب، وتاركاً الباب مفتوحاً أمام أن يكون “متفرقاً أو متزامناً”.
وهذا ما دفع المراقبين إلى التأكيد أن “حزب الله” سيرد على الهجوم الاسرائيلي بناء على سوابق الصراع مع إسرائيل وتحذير قيادته من أي استهداف للضاحية الجنوبية وتوسيع دائرة المواجهات.
ويرجح أن يكون الرد بحجم عملية الاغتيال التي استهدفت قائداً بارزاً في صفوفه وفي معقله، يضاف إليها إغتيال هنية في إيران الذي عدّه الحزب “أحد قادة المقاومة الكبار في عصرنا الذين وقفوا بشجاعة أمام مشروع الهيمنة الأميركي والاحتلال الصهيوني”. ويشير المراقبون الى أن قيادة الحزب في حالة جهوزية كاملة وهي من تحدد شكل الرد وحجمه، وأن إسرائيل باتت بتجاوز الخطوط الحمر في موقف رد الفعل، وتنتظر رد كلّ من “حزب الله” و”محور المقاومة”.
يبقى الترقب سيد الموقف، بانتظار رد الحزب، وكيفية تعامل إسرائيل معه، خصوصاً مع برهنة “حزب الله” مرة بعد أخرى على امتلاك بنك أهداف ثري ومحدث يمتد ليشمل الشمال الاسرائيلي وصولاً إلى حيفا وصفد وطبريا، ويكشف عبر رحلات مسيّرات “الهدهد” بنسخها الثلاث أهدافاً عسكرية ذات ثقل كبير يمكن إذا أصيبت وأخرجت عن الخدمة أن تشل النشاط العسكري الاسرائيلي تجاه جبهة الشمال بصورة كاملة لعدة أيام. كما برهن “حزب الله” أيضاً أكثر من مرة على قدرة مسيّراته الهجومية على اختراق الرادارات الاسرائيلية وتضليلها وبيان عجز القبة الحديدية عن صدها بما يعنيّ أن الرد المتوقع لن يكون بالضرورة قابلاً للإجهاض من جانب إسرائيل.
