X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

إنّ لي في نفسيَ حصّة! أينها؟؟ عفيفة مخول خميسة_ معليا

admin - 2024-07-10 19:47:39
facebook_link

اهلا


أبصرتها، فقرأتُ في عينها أدّعاء! سمعتها، فضجّت فيّ شكواها! لحقتها، لاحقتني ولم أشعر كيف زردتني بخيط حريريّ تمكّن مني، حتى تملّكتني! لم أحاول التفلّت منها، بل ارتضيتُ البقاء في مرماها رهينة حشرية كثيرًا ما تقنعني بتخفيف الحكم عليّ!
أما هي فليست بطلة رواية من بنات الخيال... ليست أنتِ، أو زميلتكِ أو جارتكِ. هذه هي يا أمّها! وإن شئتِ التأكّد تخفَي وانزعي قناع الحرير عن نفسها برفق، واصغي جيّدًا لحسيس أنفاسها... فهي حائرة بين أن تبقى، أو تغادر مع حصان زمانها. فهذا الحصان المشنشل بالزينات يمرّ بمحاذاتها مهرًا مسّته الريح، فرقّ رسمه وتوحّشت جاذبيّة قوامه...
كان مروري بها قد تصادف فيما ذاك المهر يحتكّ بها مذبّل العين مسرَّح الذيل أحسن تسريحة... يغمزها مفتونًا بنضارتها، فيهمهم يدعوها بإلحاح لامتطائه. تعانده عارفة أنّ قامتها لا تطال ركابه! لكنّه يتمادى ويشدّ بها وقدماها مشدودتان بالتراب! تقاومه حتى تفلت من إغرائه... لكنّه لا يغادرها إلّا وقد ترك في شعرها بعض رائحته، وسلة تفيض وُعودًا حلوة يضعها في طريقها، وكأنّه عارف أنّ الوقت لن يطول حتى تندفع لملاحقتهّ، وقد جرّب الأمر مع زميلتها" نون"، فذهبت معه خطيفة اختياريّة، وربّحها ألف جميله!!
أما العصر، يا أُمها، فعصر سباق لا يحتمل التلكؤ! فلا تنتظري حتى سماع استغاثتها! فإنّ آخر لمسات خطفها قيد الإنجاز. وهذا ما لا تشتهي أو تشتهين. فصاحب الحاجة لا ينتظر! وفي كلا طرفَيِ الحبل صاحب حاجة! وصاحب الحاجة أنتِ مسؤول عن قطع الشريط الشائك الممدود بين ما ترغب وما تُرَغَّب به. فهي غضة بحيث لا يرويها كما الشرب من عيون طفولتها. ولو أصغيتِ بتمعُّن لتلك الأُفّ العميقة اللابدة تحت جلدها لعرفتِ أنّ مصدرها هذا الثوب الفضفاض الذي يكبّل فطرتها ويضيّق الخناق على أحلامها الصغيرة، فيسدّ دروبها دون هواها وهو أقرب إليها من مرآتها...ولو خطرت لكِ العودة إليكِ طفلةً، يا كلّ أُمّ، لتأكّد لكِ أنّها تودّ لو تنعم بتفصيل ثيابها وثياب دماها على مقاس خيالها الأعذر، وكما تشتهي نفسها من الألوان والتصاميم. فلا تذهبي مذهب القائلين:" بنات اليوم عايزات كده"! فهذه كذبة فيها خراب بيوت... ومستقبل! أما تكذيب إحساسكِ بالحرمان، أو تصديقه، فلا يقدّم أو يؤخّر في لحظة تعجيز الطفولة قبل أن تبصر الشباب! وكلّنا، أُختاه، عالم أنّ الدنيا لمّا تقحّط بتصير العميا تكحّل مجنونه والطرشا تتنصت عالباب!
أبصرتُها... سمعتُها... وتتبّعتُها بكلّ جوارحي، فتأكّد لي أنّ حسّها الفطريّ أصدق أنباءً من زخرف الخطب. ويقلقني دفعها إلى المصيدة الحريريّة بينما هي جادّة بالبحث عن حصّتها في نفسها، وشاعرة عالمة في قرار وعيها أّنّها ليست مع حصان محمّل بالديباج وربطات الشعر وحقائب اليد... أو زجاجات العطر وطلاء الأظافر!! وتعلم أكثر منّا نحن " الحضاريين" الفهمانين أنّها محاطة بالمفرقعات... وتشعر بما لا نستشعر من ندف البراءة من سقف طفولتها. صغيرة وتحسّ ما لا نحسّ من عَرَج حلمها وقصورها عن دفعه للجري! فهذه الممتلكات تشوّكها وتقيّدها، وإن بدا لنا عكس ذلك. وما تبرّمها وثورانها وانزواؤها وتشتّتها ومزاجيّتها إلّا تعبير عن حقيقة باطنها. لكنّها تُلام وتُعاقَب! أو يستعان عليها بمعالج متخصّص، أو مرشد مجرّب!! بينما لا يُنظَر في أمرها كإناء ينضح بما فيه.
صغيرة، لا تملك أسلحة هجومية، لكنّها ذكية ونبيهة تمكّنت من تطوير أسلحة دفاعيّة تصيب بدقّة متناهية! هذه الباحثة عن الترياق تدرك في قرارة فطرتها أنّه متوفّر في مونة البيت. فهل خلت خلايا البيوت من عين وأُذن وقلب ولسان تجتمع في ابتسامة تزهّر وجه الشروق؟ أما البيت الذي لا تتوفّر فيه هذه الأساسيات فبركان خامد لا يُعرف وقت انفجاره!
لا تسألي، أُمها، عمّن تكون هذه الحشرية المتذاكية. فلقد أبصرتها بأُمّ عيني تندسّ في مقعد جدتها الأُميّة قطةً وديعةً تحتمي من الزمهرير بمدفأة ومنفاخ حكاية... وسمعتها بأُمّ أُذني تصدر موجات من التثاؤب الهنيّ... وتستدرجها برقّة وبراعة لقصّ تلك الحكاية القصيرة الطويلة عنها وشلل الخيطان... والإبرة والمكّوك والصنارة... والشال الأزرق... والقبّعة الرمادية... والكنزة الكحلية! وشهدتُ على الختيارة تتهرّب: "صرت حاكيتها مية مره"! لكنها لا تفشّلها، ولها في الحكي ثلثين الخاطر وأكثر! فتعود عليها ممسرَحة؛ بين البداية والنهاية تغيّر أدوار وأزياء أبطالها منعًا للرتابة! حتى تنهي بحكمتها: لولا مكان ألله بحب الجمال، يا ستي، ما كان خلقو!
وأكاد أن أقتنع بأنّها قد أدارت ظهرها لمهر العاصفة... و"من غير مطرود"، غادر أجواءها وما شعرت إلّا بهمسات حكاية معلقة بسلسلة جدة تجرها إلى ذاك المشغل الأُسطوريّ! ويعجبها رفض الجدة توزيع منمنماتها، لأنّ بنات اليوم بعرفوش شو يعني شغلة المعلم لروحه! وتفرح بردّة "هايات" الراوية، وما أكثرها وأرقّ مسلكها على لسانها؛ بهاي كلّ غرزه إلها حكاي... وبهاي كلّ غمضة عين بغزّه... وبهاي كلّ جرة خيط بنقزِه... وكلّ نقزِه إلها حْكاي..!!
توارى الحصان! فهل سيعود من النافذة؟ مهما يكن، فقد عادت الصغيرة من ديوان جدتها بشيء من حصة تبحث عنها، وقد غلبت عليها الدهشة بختيارة خرزت قصائدها على إيقاع نعوسة نطّقت الخيطان كلامًا فصيحًا... ونظمت في الجمال أبلغ الشعر!
لم يقلّ فرحي عن فرح زهيرة من بلادي تعود مزنّرة بحزام تراثيّ يرنّم في هيكل نفس تنتصر لفرحها حاملة من جهاز عرس الختيارة "هاي" القرنه/ المسند المربع المطرّز عليه، بالقطبة المربّعة (الفلّاحي)، باقة من القرنفل تحوم في فضائها فراشة بيضاء منقّطة بالأصفر!



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو