اهلا-فوزي حنا بمناسبة تكريم الشّاعر نايف سليم
أعتذر اوّلًا لعدم تمكّني من المشاركة بالتّكريم في بلدة يركا العزيزة.
وبعد، نايف سليم، كنتُ قد سمعت عنه وقرأتُه قبل ان أقابله لأوّل مرّة في العام 1967 في بيت المرحوم سميح صبّاغ، شاركَنا في ذلك اللقاء المرحومون حسين مهنّا ويوسف سلمان وحميد ذيب العرب وغيرهم.
منذ ذاك اليوم صار بيني وبينهم علاقات ودّ واحترام وصداقة حقيقيّة. كثرَت زياراتي للبقيعة، خاصّة لبيت سميح وحسين ونايف، فتحوا لي قلوبهم وبيوتهم، تبادلنا الأحاديث في السياسة والأدب، وناقشنا ما نكتُب وما نقرأ.
كان اهتمامي بالأدب آنذاك في اعلى السّلّم، قبل ان يحتلّ التجوال في الوطن والبحث في ثناياه هذا المكان.
لكن، علاقتي مع حسين ونايف استمرّت بعد غياب سميح. ثمّ غاب حسين وبقي ثالث الاعمدة نايف الذي دعاه مَن دعاه شاعر الفقراء، ذلك لبساطة حياته وشعره الفصيح والمحكيّ وانحيازه الدّائم للفقراء والضّعفاء والمظلومين والمعذّبين في الأرض. وظلّ بسيطًا في ملبسه ومظهره ولم يلهث وراء المنابر والمناصب والشّهرة، يقول قوله ويمشي، فيلقي القصيدة البسيطة بمفرداتها ومعانيها، بسلاسةً كسلاسة حديثه.
هزّته مأساة ابنته وفاء، فبكاها بمجموعة شعريّة تُبكي الحجر الأصمّ، كالحجر الذي سال عليه دمها، وظلّ وفيًّا لذكراها دون ان ينسى رعاية عائلته، محافظًا على علاقاته الإنسانيّة مع اهل بلده ومعارفه وأصدقائه وحزبه وجبهته محلّيًّا وقطريًّا.
في هذا المجال قام بكلّ المهام الملقاة على عاتقه بتفانٍ ومحبّة، فاحترَمَه النّاس كما احترمَهم، حتّى أولئك الذين خالفوه الرّأي.
حديث أبي الوليد سلس، لطيف، فيه الكثير من الطّرائف الأدبيّة والسّياسيّة، منها ما اكتسبها من خبرته ومنها ما حفظها من كتب الادب التي عشقها، فهو حاضر البديهة يعطي لأي موقف طرفة او وصفًا فيه دهشة.
طال عمرك أخي أبا الوليد بكامل الصّحّة.