اهلا - د.جمال الشريف 13 عاماً على رحيل القائد توفيق طوبي
ولد توفيق الياس طوبي في 16 أيار 1922 لعائلة حيفاوية عريقة. أنهى دراسته الابتدائية في حيفا وتابع دراسته الثانوية في القدس. انضم في العام 1940 إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني، واشترك مع رفاقه إميل توما وإميل حبيبي وأبو موسى وآخرين في تأسيس "عصبة التحرر الوطني".
أشغل عدة مناصب من بينها عضوية الكنيست على مدار 40 عامًا، وكان صوتُه المجلجل في الكنيست صوتَ الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، يدعو الجماهير العربية إلى الصمود ورفع الرأس. كان في طليعة المناضلين ضد سياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الرسمية، وضد سياسة نهب الأراضي وهدم البيوت والحكم العسكري. آمن توفيق طوبي بالنضال الأممي العربي اليهودي المشترك.
اخترق توفيق طوبي مع رفيق دربه ماير فلنر الطوق العسكري الذي فُرض على كفر قاسم بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الأمن الإسرائيلية بدم بارد وسقط فيها 49 شهيدًا. وجمع توفيق طوبي المعلومات الكاملة عن المذبحة ونشرها في مذكرة باللغات العربية والانجليزية والعبرية، وهكذا وصلت تفاصيل المجزرة الى الرأي العام المحلي والعربي والعالمي.
كان لطوبي ورفاقه دور تاريخي في ابتعاث آلاف الشباب والشابات العرب للدراسة في الاتحاد السوفييتي وغيرها من الدول الاشتراكية على مدار عشرات السنوات، والذين كانوا الطليعة العلمية والمجتمع للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل، عندما كان عدد الطلاب العرب في الجامعات ضئيلاً جدًا، متحدّين بهذا سياسة التجهيل والتهميش.
كان توفيق طوبي إنسانًا متواضعًا بذل كل طاقته في خدمة شعبه، والدفاع عن حقوق العاملين والفقراء. ومع أنه كان يحصل على معاش عضو كنيست، إلا انه طوال عضويته في الكنيست كان يتبرع بمعاشه للحزب ويحصل على معاش بسيط مثل كل محترفي الحزب.