اهلا-نسور الروم 25 كانون الاول ... ماذا كان هذا اليوم، قبل ان يصبح عيد الميلاد؟
كان "عيد الشمس التي لا تقهر" في الامبراطورية الرومانية، شرقاً وغربا.
فمن اين اتى هذا العيد؟
- من الشرق. وتحديدا من مدينة "حمص".
ذلك ان الامبراطور الروماني "ايليو غابالاوس"، الحمصي الاصل و اليوناني اللغة ، ادخل عبادة "اله الشمس" من مدينته "حمص" الى "روما" حوالي عام 220 م، وحاول جعل "اله الشمس" "رئيساً للآلهة" في مجمع الالهة الروماني.
كان هذا الاله يسمى ايضا "ايليو غابالوس"، والقسم الاول من الاسم (ايليو) يعني باللغة اليونانية: "الشمس". وباللغة الفينيقية: "اله".
اما مدينة "بعلبك" فقد اسماها المشرقيون اليونانيون ب"ايليو بوليس" اي مدينة الشمس، تيمّناَ بهذا الاله الذي شاعت عبادته في تلك الانحاء.
ولما ادخلت عبادة هذا الاله الى روما تمت تسميته باللغة اللاتينية SOL INVICTIUS اي الشمس التي لا تقهر.
- في 25 كانون الاول عام 274 م ، اعلن الامبراطور "اوريليان" رسميا ان "اله الشمس" هو "الاله الاعلى" للامبراطورية الرومانية، في محاولة منه لتوحيد الامبراطورية تحت اله واحد. وصار تاريخ "25 كانون الاول" يعتبر عيدا "لميلاد الشمس التي لا تقهر". Dies Natalis Invicti Solis.
ومنذ ذلك الحين، بدأت صورة "الاله الشمس" تظهر على العملة الرومانية حتى عهد قسطنطين الكبير ( 306 – 337 م ) .
- مع انتشار المسيحية بدأ المسيحيون يعيدون "لميلاد السيد المسيح" باعتباره هو "الاله الشمس"، و"الشمس التي لا تقهر" . وهكذا بدأ الروم يرتلون لميلاد المسيح باعتباره "شمس العدل" اذ نقرأ في طروبارية الميلاد في كنيسة الروم ما يلي : "لأن الساجدين للكواكب، به تعلموا من الكوكب السجود لك يا شمس العدل".
كما ان عادة وضع "الهالة النورانية" بشكل "قرص الشمس"، حول رأس السيد المسيح في الايقونات، مردها الى "الهالة النورانية" بشكل "قرص الشمس" التي كانت توضع على رأس "اله الشمس الوثني".
وقد اعتاد المسيحيون ان يرسموها دائما حول رأس "السيد المسيح" في اشارة واضحة الى ان "المسيح" هو "الشمس التي لا تقهر" ، "النور الذي لا يغرب" و "الاله الحقيقي وحده".
ولما وضعت على راس القديسين فيما بعد، كانت اشارة الى "استنارتهم منه هو وحده" .