
















اهلا-عالميات هنا وُلد الباشا !!
ولد محمد علي باشا في مدينة (قولة) بمقدونيا شمال اليونان في مثل هذا اليوم الـ 4 من مارس لعام 1769م. وجاء إلى مصر نائبا لرئيس كتيبة عسكرية أرسلتها الدولة العثمانية لإخراج الفرنسيين. وبعد فشل الحملة الفرنسية على مصر وانسحابها، وصل محمد علي لحكم مصر، فأسس الأسرة العلوية التي استمرت على العرش لما يقرب من قرن ونصف من الزمان (1805 - 1952).. عاشت فيها مصر سنوات طيبة، وعقودا سيئة!
وما نراه أمامنا الآن؛ هو المنزل الذي وُلد فيه محمد علي في مدينة قولة، وقد احتفظت الحكومة اليونانية بهذا المنزل وما تزال، وقد أجرت عليه بعض الترميمات والتصليحات كي يظل قائما حتى الآن، وها هو يمثل معلما أساسيا من معالم المدينة.
أما عن علاقة محمد علي بالآثار المصرية.. فمما لا شك فيه أن الاهتمام بالآثار في مصر بدأ يأخذ شكلا مؤسسيا بداية من عصره.. ولما رأي محمد علي الغرب وهوسهم بالآثار المصرية، ولأنه كان أجنبيا فقد أراد من خلال الآثار أن يوطد مركزه دوليا، فبدأ يتودد للأجانب ويحرص على إرضائهم، ففتح باب مصر على مصراعيه أمام الأوروبيين تجارا ودبلوماسيين وسائحين، ولم يهتم بآثار مصر بشكل كبير خاصة في بداية عهده؛ إلا في حدود استخدامها كوسيلة جذب لانتباه الشخصيات العالمية المؤثرة.
حتى إن الأب "جيرامب" الذي كان يزور مصر عام 1833، قال لمحمد علي: "لم يكن من يزو مصر يحوز الشرف إلا إذا كان يحمل مومياء في إحدى يمينه وتمساحا في الأخرى"!، وبالفعل تم ترضيته من قبل الباشا.
وفي ذلك العهد كانت المهام الدبلوماسية قليلة فاتجه القناصل والدبلوماسيون لشغل فراغهم في جمع الآثار المصرية، كان "برناردينو دورفيتي" أول قنصل لفرنسا بمصر عقب الحملة الفرنسية وكان يتاجر في الآثار المصرية بوضوح وكان متسما بالجشع والطمع حتى كرهه منافسوه.
أما القنصل البريطاني "هنري سولت" فقد كان مولعا بالآثار المصرية وتنافس مع دورفيتي الفرنسي على نهب الآثار المصرية بل وتسابقا نحو الحصول على الامتيازات التي نالوها من محمد علي!
أما اللص الإيطالي "جيوفاني باستا بلزوني" ونهبه للآثار المصرية فحدث ولا حرج فقد نفذ في وقت قصي ما عجز عنه منافسوه، وحفز غيره في الاندفاع نحو السطو على الآثار المصرية وحيازتها.
في حين أن الإنجليزي "والاس بدج" الذي بدأ حياته بالعمل في قسم الآثار المصرية بمتحف لندن، كان من أشد مسؤولي جمع الآثار جشعا في القرن التاسع عشر، وكانت وسائله في جلب الآثار المصرية جشعة وغير مستساغة من منافسيه.
بالرغم من ذلك فقد قام محمد علي ببعض الإجراءات التي كان من الممكن أن تحافظ على الآثار المصرية من السرقة والتخريب، لكنها لم تستمر طويلا؛ ومنها؛ أنه في عام 1835م أمر بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة إلى قصر بالأزبكية وسماه "متحف الأزبكية"، وأشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي، واستطاع الشيخ رفاعة إصدار قرار بمنع التهريب والاتجار في الآثار المصرية إلى الخارج، ولكن بوفاة محمد على باشا عام 1849م عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول حيث عادت سرقة الآثار مرة أخرى.