
اهلا - كلمة الاتحاد (الصورة الاتحاد)
الصهيونية تتاجر بضحايا النازية وتختلق أعدادا جديدة لناجين على قيد الحياة
تحيي الحركة الصهيونية ومعها إسرائيل اليوم الخميس، ذكرى ما سمي بـ "الكارثة والبطولة"، بمعنى جرائم الوحش النازي، الذي طال عشرات ملايين البشر إبان الحرب العالمية الثانية، وبضمنهم 6 ملايين يهودي، وفق احصائيات الحركة الصهيونية. ورغم مرور 76 عامًا، فإن إسرائيل اختلقت أعدادا جديدة للناجين، في إطار متاجرتها بجرائم النازية وضحاياها. كما أنها ربطت الذكرى بنكبة شعبنا الفلسطيني.
ولا يدل تاريخ الذكرى اليوم، على أي حدث مركزي في جرائم النازية، التي انطلقت في سنوات الثلاثين من القرن الماضي، وتفاقمت إبان الحرب العالمية الثانية من 1939 إلى 1945. ويحيي العالم ذكرى جرائم النازية في 27 كانون الثاني من كل عام، بقرار من الأمم المتحدة، وهو اليوم الذي تم فيه اقتحام معسكر أوشفيتس الرهيب، الذي ارتكبت فيها مجازر بمئات الألوف، وبضمنهم يهودا لكونهم يهودا، ولكن أيضًا من شعوب دول عديدة، وبينهم عرب أيضًا.
كما حدد الاتحاد السوفييتي، وبعده روسيا الاتحادية مستمرة، يوم التاسع من أيار، يوم النصر على النازية، وهو اليوم الذي دخل فيه الجيش الأحمر العظيم برلين، ورفع العلم الأحمر على الرايخستاغ، برلمان المانيا النازية.
أما إسرائيل، فقد حددت موعد احياء الذكرى، فقط بما يخص اليهود وحدهم، قبل أسبوع من ذكرى يوم قيامها، ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني، المتغير وفق التقويم العبري، وهو في الأصل يوم 14 أيار، ويحيي شعبنا الفلسطيني ذكرى النكبة يوم 15 أيار، أما جماهيرنا الفلسطينية، وفي إطار التحدي فإنها تحيي ذكرى النكبة في ذات يوم احياء ذكرى قيام إسرائيل: يوم استقلالهم يوم نكبتنا.
وقد عملت الصهيونية على المتاجرة بجرائم النازية، و"بررت" جريمة العصر التي ارتكبتها ضد شعبنا الفلسطيني بذبحه واقتلاعه من وطنه، بجرائم النازية، كذريعة أخيرة، لتسكت العالم المتآمر على جرائمها.
وفي السنوات الأخيرة، مع التراجع المنطقي لأعداد ضحايا النازية، بسبب تقديم العمر، عملت الصهيونية ووليدتها إسرائيل، على زيادة أعدادهم بشكل مصطنع، وابتزاز دول أوروبية لتدفع مخصصات لناجين مفترضين جدد، إلا أن عددًا من الدول رفضت هذه الزيادات، وخاصة المانيا.
وحسب الاحصائيات التي وردت في الأيام الأخيرة، فإن عدد الناجين، وفق التعريفات الصهيونية الجديدة، قرابة 175 ألف شخص، بينما العدد الحقيقي لمن عايشوا جرائم النازية، ويعيشون حاليًا في إسرائيل، هو ثلث هذا العدد، بمعنى اقل من 58 الفًا، وهؤلاء كانوا في معسكرات النازية، لربما أطفالا وفتيان، أو ولدوا للتو مع تحرير عائلاتهم.
وكل ما عدا هذا العدد، بمعنى حوالي 120 ألف شخص، هم من الذين اختلقتهم إسرائيل والصهيونية، وعلى سبيل المثال، من بينهم هؤلاء، من أعلن أنه واجه كراهية خلال اقامته في وطنه الأصلي في أوروبا، في أجواء النازية والحرب العالمية الثانية.
يشار إلى أن الصهيونية ذاتها، وإسرائيل، تحاربان في العالم الشعب الفلسطيني، أيضًا من خلال المطالبة بخفض أعداد المهجّرين الفلسطينيين من وطنهم، وتطالب إسرائيل أن يتم احتساب فقط الأشخاص الذين طالتهم النكبة، أو ولدوا غداة التهجير، ما يعني حسب إسرائيل، فإن أعداد اللاجئين الفلسطينيين لا يتعدى بضع عشرات آلاف الأشخاص.