اهلا-رياض هبرات اسم عربي يعني المياه الساخنة"الحامية" والتي تنبع من باطن الارض ...
اصلها روماني لذلك نرى مسرحا رومانيا بالمكان ومدرج روماني يتسع ل1000متفرج وبها 15مدرجا ويعود تاريخها الى عام 63 ق.م إلّا أنّها هُجرت ولم يعُدْ يَزورها إلّا القبائل الرُّحَّل زياراتٍ سنويّة، ليستفيدوا مِن خاصّيّتها.تشتهر ينابيعها المعدنيّة بأهمّية بارزة، وتعتبر من طليعة الأماكن السياحيّة والاقتصاديّة والاستراتيجيّة في الدولة ، تعتبر علاجا طبياوذلك لتوفر عنصر الراديوم المُشعّ بكثرة بها...
منطقة الحمة من المناطق البركانيّة، حيث ترتفع حرارة أحواض المياه في الكهوف الجوفيّة فتغلي المياه، ويتحوّل بعضها إلى بخار، فيتعاظم الضغط في الكهوف، ممّا يؤدّي إلى دفع المياه والبخار نحو الأعلى عبْرَ أحد الصدوع باتّجاه سطح الأرض وتكون اربعة ينابيع ثلاثة منهاينابيع معدنيّة حارّة وينبوع رابع عند مدخل الحمّة ينبوع يُسمّى "عين بولس""جونوس". وتلتقي مياه الينابيع الأربعة لتُشكّل "الحمّة الساخنة..
تقسم الحمة الى 3 ينابيع النبع المَقليّ (نبع الشفاء)، أو (حمّام سليم بالغ السخونة، يقع إلى الجنوب مِن مجرى نهر اليرموك، وحرارته تتراوح بين 48 و 50 و "نبع البلسم"، يقع إلى الشمال الغربيّ من المنطقة، وحرارته 40 درجة و "نبع الريح"، وحرارته 36 درجة ، قريبة جدًّا مِن حرارة جسم الإنسان .
تقع الحمّة في أقصى جنوب الجولان السوريّ، وهي تمتدّ شرقًا على شكل بيضويّ عند مثلث الحدود السوريّة- الأردنيّة- الفلسطينيّة، ويقع القسم الثاني منها ضمن الحدود الأردنيّة...
وقفت متاملا المنطقة بهذا الصباح وعذرا فقد ضاق صدري عندما رأيت "درة الجولان"، مُحاطة من جوانبها الأربعة بهضاب عالية، اليرموك , العدسية والسيارات الاردنية بجوارنا ,خربة الدوير ,خربة ابو كبير , خربة ابو النمل ,المسرح , المسجد ,الفسيفساء ولن اذكر لكم التاريخ المخزي بالتسليم بعد إعطاء العرب هذا الامتياز، وسط تزايُد الهجمة الصهيونيّة على الحصول على المشاريع الحيويّة في فلسطين، استعدادًا لإقامة (إسرائيل)، يُقال إنّ الإنكليز أعطَوا امتياز الحِمّة للعرب، مُقابل إعطاء "امتياز" شركة كهرباء روتنبرغ لليهود وكان انذاك "" سليمان بك ناصيف أميرالاي "" في الجيش العثمانيّ، ومستشارًا لدى حكومة الانتداب الإنكليزيّ على فلسطين،وبعام 1946 جاء وفدٌ يهوديّ لمناورته وشراء امتيازات الحِمّة، لكنّه رفض، فأعطَوْه شيكًا على بياض، أخذه سليمان بهدوءٍ وكتب عليه: "أرض الحِمّة ليست للبيع. إنها عربيّة وستبقى عربيّة، وقد حاولت (إسرائيل) ضمّ الحِمّة عام 1948، ولكنها فشلت بسبب وقوع الحِمّة ضمن الأراضي السوريّة، وتحت حماية الجيش السوريّ. وعام 1951 حاولت القيام بعمليّة عسكريّة لاحتلال الحِمّة، لكنّها فشلت أيضًا.. وعام 1958 قامت القوّات السوريّة على تشجير طرقات المنطقة، وأقامت بيوتًا للمواطنين الموجودين في قريتيْن أماميّتين هما العامريّة والناصريّة! وبعدما فشلت الجهود التي بذلها اليهود لشراء او احتلال هذه المنطقة ، ثار برنارد جوزف وقال بنرفزة: "ما دمتم كذلك، لا بد أن نأخذها يومًا بالقوّة".، ممّا دفعَ سليمان بك إلى التحدّي، وإدخال تحسينات جمّة على الحمّامات، وشقّ الشوارع، وغرس الأشجار، وبنى الفيلات والشقق السكنيّة. في شباط 1959، وبموْكبٍ رسميٍّ أقامته الحكومة السوريّة، وبمُواكبةٍ شعبيّةٍ كبيرة جنازة سليمان ناصيف طريقها إلى مثواه الأخير في الحِمّة، الذي بلغ 104 سنوات، أوصى أن يُدفنَ في الحِمّة، بعدما أشرف على إعداد قبره، والبلاطة الرخاميّة التي نَقش عليها أبياتًا شعريّة مِن نظْمِه.
وبعام 1967 احتُلّت اسرائيل الجولان بأكمله، وتحوّلت الحِمّة تحت هيمنة (إسرائيل) حتى يومنا، فحُوّل الموقع إلى مُنتجع سياحيّ إسرائيليّ، فيه احواضا للسباحة،ولا يزال المسجد المهجور قائمًا، ولا تزال مئذنته وأعمدته الرخاميّة سليمة مثلما كانت وقد هربَ منها الضباط والجنود السوريّين، ومعهم مئات المزارعين والعمال الذين عملوا في الحِمّة، ولم يبقَ فيها القرية سوى شخصيْن؛ ابن الشيخ سليمان ناصيف صاحب فندق وشركة حمّامات الحِمّة وينابيعها، وزوجته وداد سعيد ناصيف "ختيارة القنيطرة وتم طرد الابن والزوجة إلى مدينة القنيطرة...
انصح بزيارتها اثناء سقوط المطر وفي العاصفة القادمة...