اهلا-جورج مناريوس ماذا يقول الخاخامات المتطرفين في كتبهم عن يسوع الناصري والقديسة مريم العذراء امه؟
بعد قراءات ونقاشات مطولة مع متدينين وخاخامات يهود و على فترة طويلة من الزمن كنت اصادفهم في العمل أو عن طريق الصدفة، وبحث مستمر لمعرفة ما يعتقد الحاخامات اليهود وما جاء في اللاهوت اليهودي عن يسوع المسيح والقديسة مريم العذراء؟ وهل يسوع المسيح شخصية تاريخية ذكرت خارج الكتاب المقدس في كتب اليهود؟
مع العلم انهم لا يتحدثون عن هذا الموضوع مع " الامميين" اي غير اليهود، فكان من الصعب جدا الوصول لهذه المعلومات من كتبهم والتي لا يفصحون عنها ابدا. لكن مع ان الحقائق مشوه عمدا في التلمود عن يسوع المسيح الا ان ذكره مع ذكر بعض الاحداث التي اتت في الكتاب المقدس ، رغم ذكرها بشكل خاطئ ، الا انها اكبر دليل على تاريخية يسوع المسيح.
اقدم لكم هذا البحث املا ان اوضح نقاط مهمة ليس من السهل سماعها او معرفتها لانهم لن يقولوا هذا علنا ابدا. وليس الهدف من هذا البحث إثارة النعرات بل الهدف منه البحث الاكاديمي لاجل المعرفة ونشرها و الرب هو فاحص القلوب والكلى.
اولا ما هو التلمود اليهودي :
التلمود (תַּלְמוּד) هو النص المركزي لليهودية الحاخامية والمصدر الأوّل للشريعة الدينية اليهودية (الهلاخة) واللاهوت اليهودي. التلمود هو الكتاب المحوري للحياة الثقافية في كل المجتمعات اليهودية، وكان مؤسّسًا «لكل الفكر والأمل اليهودي»، و«هاديًا في الحياة اليومية» لليهود.
يشير مصطلح «التلمود» إذا أُطلق إلى مجموعة من الكتابات تسمّى التلمود البابلي، ولكن مجموعة أقدم من الكتابات كانت تعرف باسم التلمود المقدسي (أو الأورشليمي). قد يسمى أيضا تقليديا شاس ,وهو اختصار عبري لكلمة شيشا سداريم ( שישה סדארימ ) ، أو «الأوامر الستة» للمشناة.
للتلمود مكونان: المشناة (משנה، كتبت نحو عام 200 للميلاد)، وهي خلاصة للتوراة الشفهية عند اليهودية الحاخامية، والجمارة (גמרא كتبت نحو عام 500 للميلاد)، وهي توضيح للمشناة والكتابات التانيمية الأخرى التي تناقش مواضيع أخرى وتفسر التوراة تفسيرا واسعا.
ثانيا :
قد ذكر يسوع باسم يشو (ישו) وليس اسمه الحقيقي ( ישוע ) يسوع اي الله يخلص لان اسم ישו هو مختصر للجملة العبرية ( ימח שמו וזכרו) بمعنى (فاليمح اسمه وذكره). ذكر انه كان تليميذ عن الرابي יהושע בן פרחיה يهوشوا بن فريخيا و معلمه حين عَلِم بما يقوله حرمه. وكان تلميذ اخر ملازم له " ليسوع " اسمه اونكلوس كان يريد التحول إلى اليهودية من الوثنية وهو روماني الأصل.
وجاء ذكره في خمس قصص :
1-يظهر كمدرس لشخصية باسم يعقوب.
2- يظهر كاحد اعداء اسرائيل حيث تحاورت روحه مع اونكلوس لايذاء اليهود قبل تحول اونكلوس لليهودية.
3-يشو الناصري الذي شنق بيوم الفصح وذلك لانه-ساقتبس من التلمود حرفيا- (על שכישף והסית והדיח את ישראל) اي انه ( سحر اسرائيل وحرضها واججها )
5-يشو الناصري هو كما وصف بالتلمود اقتباس حرفي(בן או תלמיד שמקדיח תבשילו ברבים) اي انه ( ابن او طالب اخطا علانية خطا عظيم )
وأتى في التلمود الاورشليمي والبابلي ان يشو هذا هو يسوع، راي العديد من رجال الدين وهذا هو المذكور في عدد من الموسوعات اليهودية بالرغم من وجود فروقات بين الشخصيتين في التلمود والانجيل كالفترة الزمنية للشخصية لكن الكثير يرا ان هذه هي الشخصية التاريخية الحقيقة ليسوع المسيح.
ايضا يذكر يشو في التلمود في (باب الوثنية ) في قصة عن رجل الدين اليعزر الذي لدغته افعى وكان ابن اخت للراباي يشمعئيل فجاء رجل من سخنين ليعالجه (باسم يشو) (بقوة يشو) لكن يشمعئيل يرفض ويقول افضل لك يا اليعزر ان تموت على ان تلحد وتتعامل مع المهرطقين وهذه القصة مذكورة في التلمود البابلي.
وجاء ايضا ان يشو الناصري هذا الذي شنق في يوم الفصح بسبب السحر وتاجيج اليهود وبعدها قتل تلاميذه:מתאי(متاي), נקאי(نقاي), נצר,(نتسر-نصر) בוני (بوني).
وهنا ياتي الحديث عن يشو بحسب التلمود باسم البابلي باسم בן םטדא ( بن سطدا )، وهو لقب اخر ليسوع المسيح. اتى بن سطدا بالسحر من مصر بالخربشات (الوشم) على جلده؟
وابن سطدا نسبة للجندي الروماني سطيدا الذي زنت معه العذراء مريم بحسب قولهم ونسب يسوع له فدعي بينهم بن سطيدا.
يتحدث التلمود عن وضع شهود مختبئين لمن يتعاملوا بالسحر والوثنية فيمثلون انهم معه ومقتنعين به ليشهدوا عليه في الحكمة، وهذا ما فعلوه من بن سطدا وهو ذاته-يشو-
وهذا هو المقطع من التلمود :
" וכן עשו לבן סטדא בלוד ותלאוהו בערב הפסח. בן סטדא? אמר רב חסדא: בעל - סטדא פפוס בן יהודה הוא! אלא אמו סטדא. אמו? מרים."
(وهكذا فعلوا لابن سطدا باللد وشنقوه بمساء الفصح بن سطدا!وقال الراباي حسدا:زوج سطدا هو ففوس بن يهوذا!ومن امه؟ مريم)
في الملخص لم يكتفِ التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط (ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد "يهوشوا بن فريخيا"، وأن "يهوشوا" حين عَلِم بما يقوله حرمه، وأن معجزاته من أعمال السحر الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على الكذب، والخداع، والسحر، والجنون، والحمق، والتضليل، واللؤم، والتفاهة، والحقارة. بل تمادوا وقالوا ويقولن على القديسة مريم العذراء دائمة البتولية:" إنها امرأة ساقطة، ومصففة شعور النساء، وهي البَغِي، المتجولة في الأزقة والأسواق.
في الحقيقة الهدف الاساسي من كتابة التلمود في القرن الرابع الميلادي هو ومع انتشار المسيحية واعتناق الامبراطورية الرومانية المسيحية ،وهو الكتاب الثاني الاهم بعد التوراة لليهود، هو لذم السيد المسيح وأمه وتلامذته، والتهجم على المسيحية وإفسادها بكلام بذيء، ووصف الإنجيل بأنه "وثيقة الكذب والخداع".وانكار الدين المسيحي وتشويهه للحد من انتشاره بين اليهود .
هذا التلمود يدرس في المدارس الدينية المتطرفة، وهو الاساس في الحقد والاضطهاد الذي يواجهه المسيحيين في جميع الاراضي المقدسة من قبل بعض الفئات المتدينة والمطترفة الصهيونية.
المراجع :
- كتاب التلمود/ باب الوثنية / رابي يهشوا بن فريخة
- The Formation of the Babylonian Talmud/ David Weiss Halivni